الصداقة يالها من كلمة تدغدغ أوتار القلب فتهزه أنسا ونشوة ففيها معاني والتآلف والتآزر لقد جالت ببالي هذه الخواطر عندما تمثلت حادثة كان لها آنذاك أبلغ الأثر في نفسي فلقد كرمني حينها الله بصديق لا مثيل له اسمه سامي فقد كان كضلي ذو ذكاء مذهل وجمال مبهر عذب الكلام ينصحني في حضوري وكنت دائما أهتم برأيه لكنه للأسف قليل ذات اليد .
وعند حلول السنة الدراسية تفطنت لعدم وجوده في القسم، فانتابتني حيرة وخلت أن مكرها أصابه. وما أن فرغت من الدرس حتى أسرعت إلى بيته لتقصي سبب هذا الغياب فعلمت أنه قرر الانقطاع عن الدراسة لعدم قدرته على اقتناء الأدوات المدرسية. نزل علي هذا الخبر كالصاعقة حينها خطرت ببالي فكرة تمكنني من مساعدته حتى يعون إلى القسم. فاتفقت مع أصدقائي لإقامة حفل صغير نستدعي فيه ساميي ليشارك في المسابقات الفكرية. وانطلقت الألعاب وكانت غاية في الحماس و التنافس وكان سامي متفوقا في أغلب الألعاب مما جعله يفوز بهذه المسابقات. ولمكافئته قدمنا له هدية لشكره على مجهوده وعند فتح الهدية تفاجأ سامي وانسكبت دموع الفرح على خديه إنها محفظة مملوءة بكل لوازم الدراسة. فجرى سامي نحونا وشكرنا. فصدق من قال الصديق وقت الضيق.