الصداقة من أجمل القيم بين الناس تحثّهم على التّعاون و التّحابب و قد كان لي صديق يدعى رامي أحببت فيه دماثة أخلاقه و ذكائه الوقّاد و مثابرته و عزمه على النّجاح و لكنه كان فقيرا و عند إنطلاق السنّة الدّراسية لاحظت بؤسه لعدم قدرته على إقتناء اللّوازم المدرسية فأخبرت أبي بالموضوع فأشار علي بخطّة نالت رضاي وتحمست لإنجازها .
و من الغد ٬ رتبت حفلا في بيتنا دعوت إليه بعض الأصدقاء و من بينهم رامي وأعلمتهم أنّنا سنتسابق بألعاب فكرية كنت متأكدا من تفوّقه فيها ولم أنس إخبارهم أنّ للفائز هدية قيمة . و ما إن بدأنا اللّعب حتى تفوق علينا في كل الألعاب من شطرنج إلى سكرابل إلى ألعاب الحساب و الرّياضيات و لمّا إنتهت الحفلة سلّمت كلّ المدعوّين هدايا رمزيّة بسيطة وسلّمت رامي مغلّفا كبيرا مسكه بكلتا يديه و فتحه مسرعا و كم كانت دهشته عظيمة و فرحته كبيرة حينما وجد به محفظة من النّوع الرّاقي مملوئة كتبا و كرّاسات و أدوات مدرسيّة مختلفة بل ومبلغ ماليّ
أيضا فأدمعت عيني رامي و حضنني بقوّة أحسست بخفقان قلبه و أشعرني بغبطة لا توصف فكانت لحظات لا تنسى .