أجمل إحساس في الحياة هي الصداقة و هذا لاشك فيه و لتمتينها يجب أن نساعد بعضنا البعض و هذا واجب كلّ مسلم تجاه أخيه.
و أذكر أنّه كان لي صديق فقير يدعى "لؤيّ". لقد مات والده في حادث قطار و كان لؤيّ فائق الجمال: أصفر الشعر، أشقر، لاتفارقه الابتسامة لحظة و فائق الذكاء لا يرضى بالمساعدة لكنّه كان يرتدي ملابس رثّة و بالية و رغم كلّ هذا يحمد الله و يشكره على نعمه. كان يفتقد للأدوات المدرسيّة، فقرّرت مساعدته دون علمه: صرت أجلس بجانبه كلّ حصّة و أضع له شيئا من المعدّات المدرسيّة في محفظته البالية. و عندما تساءل عما يحدث، أخبرته أننا متشابهان حتّى لا يظنّ نفسه المستهدف الوحيد و يخجل من نفسه... و ذات يوم، دعوته لقضاء اليوم في منزلي فتهلّلت أسارير قلبه. وعندما أسدل الليل ستائره، طلبت منه أمّي أن يعود كلّ أسبوع للعب معي و لتعطيه هديّة كلّ مرّة و وعدنا والدي مؤكّدا باصطحابنا في نزهة الأسبوع القادم.
و هكذا صرنا أحسن الأصدقاء وذهبت عزلة لؤيّ و بأسه شيئا فشيئا. كم هو من الجيّد مساعدة الغير دون جرح مشاعرهم.