يعرف الجميع أن الصّديق وقت الضيق. وعلى ذلك الأساس تصرّفت يومها,فأنا قد كان لي صديق فقير يدعي حسام يعيش في غاية الخصاصة .كنت أراه كلّ يوم يأتي الى المدرسة بثياب رثّة لا تكاد تخفي جسمه المهزول الضعيف وقد برز هيكله فكأنّه جلد على عظم,لايكاد يقف على قدميه غير أنّه كان ذا ارادة صلبة,شديد الذّكاء,حسن الطّباع,يحبّ أن يعتمد على نفسه ولا يرضى بالمساعدة.
ولكنّ حزنه كان يكبر باقتراب عيد الاضحى,اذ انّه كان شديد الفقر و لا يستطيع شراء كبش الغيد,و ممّا زاد في حزنه تفاخر لداته بأكباشهم. وبما أنّني أقرب الأصدقاء إليه فانّه لم يستطع إخفاء مشاعره عنّي و علمت سبب حزنه فاسرعت صوب أصدقائي أعلمهم بالامر,فاٌجتمعنا كلذا للبحث عن حلّ, حينها خطرت ببالي فكرة فذّة فقلت لرفاقي:"لم لا نقترح على آبائنا إقامة مسابقة فكريّة بإسم منظّمة وهمّيّة ومن يفز يحظى بمبلغ ماليّ نجمعه يكفي لشراء كبش العيد ولا يحقّ للنّاضجين المشاركة بها وهي من أجل عائلة حسام؟!"و لم يلبث أن استحسن الجميع الفكرة وانطلقوا ليخبرواآبائهم بما عزموا عليه وسرعان ما وافقوا وبدأت التّحضيرات.وماهي إلّا ساعات حتّى بدأت المسابقة الّتي سرعان ماٌنتهت بفوز حسام بالجائزة.
وهكذا حصلت تلك العائلة على كبش العيد فأصبح حسام سعيدا للغاية وأصبح يصحب كبشه ليلعب معه.